هل عملية ارتجاع المريء خطيرة على الأطفال سؤال يتردد على ألسنة العديد من المرضى، نظرًا لتخوفهم من إصابة الطفل بأي أعراض، أو مضاعفات خطيرة نتيجة إجراء العملية، ونظرًا لتكرار سؤال هل عملية ارتجاع المريء خطيرة عند إجرائها، فإنه يجب التوضيح أن هذه الجراحة ليست خطيرة في معظم الحالات، وبالأخص عندما تتم بواسطة طبيب متخصص وذو خبرة عالية.
لذا فإنه من أجل توضيح إجابة سؤال هل عملية ارتجاع المريء خطيرة فإن المقال التالي سوف يتناول كل ما يخص عملية ارتجاع المرئ، من حيث الخطورة وطريقة إجراء العملية.
ما هو علاج ارتجاع المرئ عند الاطفال؟
يعد مرور المحتويات المعوية من المعدة إلى المريء، أو ما يُعرف بالارتجاع المعدي المريئي، هو أحد العمليات الفسيولوجية التي تحدث في الجسم بشكل طبيعي أحيانًا عند حديثي الولادة أو الأطفال، والذي لا يكون مصحوبًا بأي أعراض مقلقة، أو مضاعفات خطيرة عندما تكون النوبات بسيطة.
أما في حال كانت النوبات متكررة و تصاحبها مضاعفات أخرى خطيرة، فإنه يكون الطفل حينئذٍ مصاب بحالة مرضية تسمى (GERD) والتي تكون مصحوبة ببعض الأعراض والمضاعفات في معظم الحالات، ويعتمد الغرض من علاج هذه الحالة المرضية على:-
- التحكم في إفراز سوائل المعدة الهاضمة.
- معادلة الحموضة الزائدة بالمعدة والمريء.
- توسيع المنطقة بين المعدة والأمعاء لتسريع الهضم.
- تناول الأدوية المهضمة، ومنشطات المعدة والأمعاء.
- تضييق منطقة فُم المعدة، وذلك لمنع رجوع الطعام، والسوائل الحمضية من المريء إلى المعدة مرة أخرى.
كما تتوفر العديد من الوسائل العلاجية المتاحة لعلاج ارتجاع المرىء، وذلك من أجل التخلص من أي أعراض، وتجنب حدوث أي مضاعفات مرضية فيما بعد، ومن تلك الطرق العلاجية ما يلي:-
- تعديل نمط الحياة.
- التدخل الجراحي المفتوح أو المنظار.
- الأدوية المضادة للحموضة، والمحفزة لحركة المعدة والأمعاء.
وتختلف الحاجة لأي من هذه الوسائل بناءً على عمر الطفل وحالته الصحية، بالإضافة إلى حدة المضاعفات والأعراض، ومدي استجابة الطفل للأدوية العلاجية والأساليب غير الجراحية.
هل يمكن علاج ارتجاع المرئ بالأدوية عند الأطفال؟
يوجد العديد من الأدوية التي يلجأ إليها الطبيب للتخلص من أعراض ارتجاع المرئ، وقبل ذلك يمكن أولًا الاعتماد على القيام ببعض التغييرات في نظام الحياة، مثل تحسين التغذية والصحة العامة، ولكن عندما تفشل التغييرات المنزلية، فإنه يلجأ الطبيب إلى العلاج بالأدوية كالتالي:-
-
حاصرات أو مثبطات H2
والتي تعمل على الحد من إفراز الحمض المعدي بواسطة خلايا المعدة التي تسمي H2.
-
مثبطات مضخة البروتون PPIs
تساعد مثبطات البروتون أيضًا على تقليل كمية الحمض المفرزة من قِبَل مضخات البروتونات بالمعدة.
-
prokinetics
تعد هذه المواد هي أحد أنواع المحفزات المعوية التي تؤثر على عضلات وأعصاب الجهاز الهضمي، بما يساعد على سرعة تفريغ المعدة ومنع رجوع الطعام مرة أخرى للمرئ، بما يسبب الارتجاع المعدي المريئي والحموضة الزائدة المصاحبة له عند الطفل.
كيف يمكن علاج ارتجاع المرئ جراحياً عند الأطفال؟
قبل إجابة سؤال هل عملية ارتجاع المريء خطيرة فإنه يجب توضيح كيفية إجراء تلك العملية وعلاج ارتجاع المرئ جراحيًا، حيث يصنف علاج ارتجاع المرئ جراحيًا كأحد العمليات التي تعمل على تضييق وشد العضلات الخاصة بالجزء السفلي من المرىء، والتي تسمى تلك المنطقة باسم فُمّ المعدة.
كما تعد عملية تثنية القاع هي أكثر التدخلات الجراحية المستخدمة في علاج ارتجاع المرئ شيوعًا، والتي تستغرق عادة حوالي ٢-٣ ساعات، والتي تتم من خلال التخدير العام للطفل، ثم يلف الطبيب الجراح الجزء الواصل بين المعدة والمريء من خلال الخياطة بالغرز دون الشعور بأي ألم، مما يساعد في النهاية على منع ارتجاع الطعام والأحماض مرة أخرى إلى المرىء.
أما النوع الآخر من الجراحة يُسمى بعملية أنبوب فغر المعدة، والتي تُستخدم بشكل أكبر في حال كان الطفل يعاني من صعوبة في التغذية أو البلع، إذ تساعد هذه الجراحة في استعادة القدرة على التغذية بسهولة مرة أخرى، والتخلص من الهواء الزائد خارج الجسم.
أما جراحة رأب البواب، فهي إحدى الوسائل الجراحية التي تُستخدم من أجل توسيع الفتحة أو نقطة انتقال الطعام من المعدة إلى الأمعاء، مما يسهل عملية تفريغ المعدة بشكل سريع، كما تعتمد جراحة ارتجاع المرئ على أحد هذه الطرق الجراحية:-
-
الإصلاح المفتوح
من خلال عمل جرح أو شق كبير في منطقة البطن المقابلة للمعدة، ثم إتمام الجراحة من خلال هذا الشق.
-
الإصلاح بالمنظار
يبدأ الطبيب بعمل عدة شقوق جراحية في منطقة البطن، يُدخِل الطبيب من خلالها المنظار الجراحي باستخدام أنبوب رفيع، ويعرض المنظار صور حية لأجزاء المريء والمعدة الداخلية على شاشة خارجية، موضوعة أمام الطبيب الجراح أثناء العملية.
من المحتمل أن يصاب المريض ببعض النزيف خلال عمليات المنظار، مما يستدعي الانتقال واللجوء إلى الجراحة المفتوحة، كما يلجأ الطبيب إلى الجراحة المفتوحة في بعض الحالات الأخرى، مثل وجود ندبات بالأنسجة نتيجة الجراحات السابقة، أو في حال كان الطفل يعاني من زيادة بالوزن.
هل عملية ارتجاع المريء خطيرة عند الأطفال؟
ونظرًا لانتشار سؤال هل عملية ارتجاع المريء خطيرة فإنه يجب توضيح إجابة هذا السؤال بشكل سلس كالآتي:
وذلك إذ أن عملية ارتجاع المرئ مثلها كباقي التدخلات الجراحية التي يكون لها مخاطر ومضاعفات، ولكن هذه المضاعفات تحدث في الأغلب نتيجة خطأ في إجراء العملية، أي أن الطبيب هو المسؤول عن هذه المضاعفات، وليست تقنية الجراحة، ولذلك إن كنت تتساءل هل عملية ارتجاع المريء خطيرة فإن العملية بسيطة، ولا تشكل أي خطر، ولتحقيق ذلك اختر الطبيب المسؤول عن إجراء العملية بعناية.
هل تختلف خطورة عملية ارتجاع المرئ باختلاف عمر الطفل؟
وإكمالًا لإجابة سؤال هل عملية ارتجاع المريء خطيرة فإنه يجب توضيح مدى اختلاف تلك الخطورة بتغير عمر الطفل، إذ أنه من الطبيعي أن تسير عملية ارتجاع المريء بشكل آمن، ولا تشكل أي خطورة على حياة الطفل، طالما كان الطبيب الجراح ذو خبرة كبيرة، وطالما كانت الحالة الصحية العامة للطفل جيدة، وعدم وجود أي مشكلات مرضية أخرى.
وكما ذكرنا سابقًا خلال إجابة سؤال هل عملية ارتجاع المريء خطيرة بأنه لا يوجد أي خطورة إذا كان الطبيب المعالج ذو خبرة وكفاءة عالية، لذا فإننا يجب أن نشيد بخبرة وكفاءة الأستاذ الدكتور حامد سليم والحاصل على دكتوراه في جراحة الأطفال، وأيضًا البورد الأوروبي في جراحة الأطفال.
ما هو تأثير عملية ارتجاع المرئ على الطفل؟
نظرًا للتخوّف من هذه العملية وتكرار سؤال هل عملية ارتجاع المريء خطيرة فإنه يجب أولًا توضيح تأثير العملية على الطفل سواء بالسلب أو الإيجاب بشكل موضح، وذلك إذ أنه بعد الجراحة قد يعاني الطفل من بعض الآلام بأجزاء مختلفة من الجسم، بالإضافة الشعور بتقلصات في البطن، لبعض الأسابيع وبالأخص في حالات الجراحة بالمنظار، نتيجة نفخ الهواء الذي يساعد على الرؤية بالمنظار داخل الطفل خلال الجراحة.
كما يمكن أن يعاني الطفل من اضطرابات في البلع والهضم مع الشعور ببعض الانتفاخات، كما تتأثر شهية الطفل نظرًا لأن المعدة يقل حجمها بعد الجراحة، ثم تعود الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى بعد فترة التعافي التي تتراوح بين 2 إلى 3 أسابيع.
وفي النهاية تكون المحصلة هي عودة الوظيفة الهضمية واضطرابات المعدة والمريء إلى طبيعتها، وعدم تكرار نوبات ارتجاع المرئ والحموضة مرة أخرى بدون أسباب.
هل يوجد مضاعفات لعملية ارتجاع المرئ على الأطفال؟
وتشمل عملية ارتجاع المرئ عدة مخاطر كباقي التدخلات الجراحية ومنها:-
- النزيف.
- صعوبة البلع.
- الإصابة بعدوى.
- مخاطر التخدير، مثل التحسس واضطرابات القلب والتنفس.
- مخاطر جراحية مثل خلل وظائف المريء و المعدة أو والأمعاء، بالإضافة إلى الاضطرابات المعوية الأخرى، مثل الغازات وصعوبة التقيؤ.
المصادر