يعتمد علاج تضخم القولون عند الأطفال على حالة المرض ومدى تطوره، فيمكن علاج تضخم القولون عند الأطفال باستخدام الأدوية في حالة المرض الخفيف، بينما يتطلب الأمر التدخل الجراحي في الحالات الشديدة.
ويُعد تضخم القولون هو سبب الإمساك المستمر لدى الأطفال، وهو عبارة عن تمدد غير طبيعي للقولون، ولا يُعد السبب هو حدوث انسداد ميكانيكي، ولكن قد يكون هذا التضخم نتيجة عيوب خلقية أو تضخم مُكتسب، وسوف تتحدث الفقرات التالية أكثر عن أسباب وأعراض وكيفية علاج تضخم القولون عند الأطفال.
ما هي أسباب تضخم القولون عند الأطفال؟
غالبًا ما يكون سبب تضخم القولون لدى الأطفال سببًا خلقيًا فيما يُعرف بتضخم القولون الخلقي أو مرض هيرشسبرينج، ويحدث هذا المرض نتيجة للنمو غير الكامل للخلايا العصبية الخاصة بالأمعاء الغليظة، إذ أن نموها يبدأ من الفم، ثم يصل إلى فتحة الشرج، وفي حالة الإصابة بعيب خلقي يتوقف نمو هذه الخلايا قبل فتحة الشرج، مما يتسبب في صعوبة تقدم البراز في الأمعاء، وينتج عن ذلك انسداد الأمعاء بالبراز وتضخم القولون.
كما تشمل الأسباب الأخرى وراء تضخم القولون بشكل علم ما يلي:-
العدوى
تعد العدوى السبب الأكثر شيوعًا وراء تضخم القولون، وتشمل هذه العدوى:-
- الالتهابات البكتيرية، مثل السالمونيلا.
- الالتهابات الطفيلية، مثل المثقبية الكروزية.
المرض
توجد بعض الأمراض التي قد تسبب تضخم القولون، وتتنوع هذه الأمراض بين العصبية والجهازية، مثل الاعتلال العصبي السكري، ومرض باركنسون كأمراض عصبية، والضمور العضلي، وتصلب الجلد كأمراض جهازية.
الأدوية
ترتبط بعض الأدوية بتضخم القولون، أو تزيد من خطر الإصابة به مثل:-
- كلوزابين.
- لوبيراميد.
- ريسبيريدون.
ما هي أعراض تضخم القولون عند الأطفال؟
تشمل أعراض تضخم القولون بالنسبة للأطفال حديثي الولادة ما يلي:-
- انتفاخ البطن.
- عدم الراحة والبكاء.
- تقيؤ سائل بني مخضر.
أما في حالة الإصابة بتضخم القولون بالنسبة للأطفال الأكبر فتشمل الأعراض التالية:-
- انتفاخ في البطن.
- الإمساك المستمر.
- براز أسود ذو رائحة كريهة.
- عدم القدرة على التبرز، إلا باستخدام حقنة شرجية.
ما هي طرق علاج تضخم القولون عند الأطفال؟
يمكن علاج تضخم القولون عند الأطفال بالأدوية مع نظام غذائي معين، وذلك في الحالات الخفيفة، بينما تتطلب الحالات الشديدة التدخل الجراحي، ويعتمد علاج تضخم القولون عند الأطفال بشكل أساسي على معرفة السبب، ويمكن معرفة السبب عن طريق إجراء بعض الفحوصات الخاصة بتشخيص تضخم القولون، وتشمل ما يلي:-
-
التصوير بالأشعة السينية
يشمل التصوير بالأشعة السينية إدخال صبغة الباريوم في القولون باستخدام حقنة شرجية، وذلك لأن هذه الصبغة تظهر بوضوح تحت الأشعة السينية، بعد التصوير بالأشعة السينية، وتساعد الصبغة في التفريق بين مناطق القولون المتضخمة والسليمة.
-
قياس الضغط الشرجي
يختبر هذا الإجراء كفاءة عضلة الشرج، إذ يتم نفخ بالون داخل المستقيم، مما يتسبب بالضغط على عضلة الشرج مما يجعلها ترتخي، وفي حالة عدم الارتخاء يكون هناك مشكلة، وغالبًا ما يكون تضخم القولون الخلقي.
-
خزعة المستقيم
يتضمن هذا الإجراء إخراج بعض من خلايا القولون المخاطية، وفحص هذه الخلايا وفحص وجود أي مشكلات في القولون.
هل تضخم القولون خطير؟
لا يُعد تضخم القولون بشكل عام خطير جدًا، ولكن هناك نوع من أنواع تضخم القولون يسمى تضخم القولون السام، ولكنه نادر ويهدد الحياة، وتشمل أعراض تضخم القولون السام ما يلي:-
- حمى.
- إسهال.
- صدمة.
- سرعة دقات القلب.
- تورم وألم في البطن.
وتشمل مضاعفات هذا النوع من تضخم القولون ما يلي:-
- انثقاب القولون.
- النزيف وفقدان الدم.
- عدوى الجسم بالكامل بسبب تعفن الجسم.
ونتيجة لخطورة هذا النوع من تضخم القولون، يجب الاتصال بالطوارئ في حالة تعرض طفلك لألم شديد في المعدة بالإضافة إلى:-
- كثرة الإسهال.
- وجود إسهال دموي.
- تورم في البطن.
- دقات قلب سريعة.
- ارتفاع درجات الحرارة.
- أعراض الصدمة مثل ضعف النبض، برودة الجلد، اتساع العينين، الارتباك والتنفس السريع.
كيف يمكن علاج تضخم القولون عند الأطفال جراحيًا؟
يمكن علاج تضخم القولون عند الأطفال جراحيًا في بعض الحالات، مثل تضخم القولون الخلقي والذي يتضمن إزالة الجزء التالف من القولون، والذي يخلو من الأعصاب، ثم توصيله بالمستقيم مرة أخرى وذلك في الحالات الخفيفة، ويمكن القيام بذلك باستخدام المنظار، وبالنسبة للحالات الشديدة فتتضمن:-
- أولًا عمل المفاغرة للتخفيف من المشكلات التي تواجه طفلك، وذلك ليصبح مستعدًا لإجراء العملية.
- وتتضمن عملية المفاغرة، استئصال الجزء التالف من القولون أولًا، وبدلًا من توصيله بالمستقيم يتم توصيله بثقب صغير في البطن (الفغرة) ليتمكن الطفل من التبرز، وضع كيس لذلك، ثم عندما يصبح طفلك بحالة جيدة يتم فصل القولون من هذه الفتحة وتوصيله بالمستقيم.
- يمكن عمل المفاغرة في حالة تلف الأمعاء الغليظة، بشكل كامل أو بشكل كبير، مما يعني أن الجزء الباقي بعد إزالة الجزء التالف، لا تكفي لتصل للمستقيم فيما يُعرف بمفاغرة اللفائفي.
هل جراحة علاج تضخم القولون عند الأطفال آمنة؟
تعد مخاطر جراحة علاج تضخم القولون عند الأطفال لها نفس مجرد المخاطر التي قد يتعرض لها أي شخص عند إجراء عملية جراحية مثل العدوى، والالتهاب، والنزيف وإصابة عضو آخر بجانب القولون، وما إلى ذلك من الأعراض الأخرى.
ما هو العمر المناسب لإجراء عملية تضخم القولون للطفل؟
لا يوجد عمر محدد لإجراء عملية تضخم القولون، بل يعتمد الأمر على التشخيص وشدة الأعراض،
فالأطفال أقل من ستة أشهر الذين لا تظهر عليهم علامات التهاب القولون، يتم إجراء العملية بعد التشخيص، بينما الأطفال الأكبر سنًا فالأمر لا يتطلب إجراء المفاغرة، وذلك بسبب تطور المرض، والذي أدى إلى انتفاخ البطن واتساع الأمعاء، مما جعل الفغرة معرضة للخطر.
كما أنه بشكل عام كلما تطور المرض وازدادت الأعراض حدةً، أصبح لا مفر من إجراء العملية بسرعة، كما أنه عدم تأخير العملية يمنع تطور المرض، وبالتبعية تتطور بعض الأمراض الأخرى.
ما هي نسبة نجاح عملية تضخم القولون عند الأطفال؟
تُعد عملية تضخم القولون ناجحة بنسبة كبيرة، إذ تشير الإحصائيات أن معظم الأطفال بعد العملية لا يعانون من أي مشكلات، ولكن هناك بعض الحالات التي قد تعاني من:-
- التقيؤ.
- الإسهال.
- مشكلات التبرز.
- إمساك مستعصي.
- انتفاخ البطن بشكل كبير.
- تكرر نوبات التهاب الأمعاء والقولون.
- فقد الكثير من العناصر الغذائية، بسبب إزالة جزء كبير من الأمعاء.
ما هي العوامل المؤثرة على نسبة نجاح العملية؟
تتأثر نسبة نجاح عملية تضخم القولون عند الأطفال بشكل كبير بعدد من العوامل مثل:-
- سن الطفل.
- الحالة الصحية العامة للطفل.
- مدى تطور المرض، وأيضًا حجم القولون التالف.
ويتأثر نجاح العملية أيضًا بشكل كبير على خبرة الطبيب الجراح، ومدى تطور وجاهزية مكان إجراء العملية، ويُعد مركز الأستاذ الدكتور حامد سليم، أحد أفضل المراكز الطبية وأكثرها تقدمًا، واستعدادًا في مصر لإجراء عملية تضخم القولون عند الأطفال.
إذ أن أ.د حامد سليم ذو خبرة عالية في مجال جراحات الأطفال وحديثي الولادة، كما أنه أستاذ مساعد جراحة الأطفال بكلية الطب، واستشاري أول جراحة الأطفال بمستشفى أطفال أبو الريش، وصاحب خبرة طويلة في مجال جراحات المناظير المتقدمة للأطفال وحديثي الولادة.
المصادر